الأحد، 23 فبراير 2014

من هو ؟

الشاعر الملك الضليل

امرؤ القيس



نسبه :
   امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو المقصور بن الحارث ابن عمرو بن حجر بن عمرو آكل المرار بن معاوية الأكرمين بن الحارث ابن المعاوية بن ثور بن مرتع بن كندة الحضرمي ويعود نسبة الى قحطان بن هود عليه السلام .
   وأمه فاطمة بنت ربيعة بن حارثة بن زهير أخت كليب والمهلهل ابني ربيعة التغلبيين .
   وله ثلاث كنى وهي : أبو وهب وأبو الحارث وأبو زيد. إشتهر بلقب إمرئ القيس ومعناه " رجل الشدة " وعرف بذي القروح لإصابته بالجدري خلال عودته من القسطنطينية .
   ومعنى امرئ القيس اسمه حندج ومعنى حندج الرملة الطيبة المنبت وكانت ولادته في نجد بقرية مرات عاصمة مملكة أبيه بجبل عاقل ( ديار بني أسد ) في وادي حنيفة في اجواء عام 38 قبل الميلاد النبوي .
   يذهب لويس شيخو إلى أن امرأ القيس ولد في نجد سنة 520م
   - يذكر صاحب الروائع أن ولادته سنة 500م وعلّق على ما قاله شيخو بصدد تاريخ ولادته قائلاً: قد رجعنا...ما يذكره مؤرخو الروم عن شاعرنا، وقارنا بين حوادث حياته وماجرى على عهده في البلاد العربية... فرأينا أن نأخذ برأي دي برسفال الجاعل ولادته حول سنة 500م ووفاته حول 540م.
   وكان أصغر اخوته وأكبرهم نافع ولم ينجب منهم غير امرئ القيس .

   وقد نشأ في كنف أبيه نشأة أبناء الملوك وكان جميلا أصفر اللون مشوبا ببياض دقيق الساقين أحمشهما ( والحموشة الخشونة ) ولما راهق جمحت نفسه الى النساء ومغازلتهن

   وكان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين ادخلوا الشعر إلى مخادع النساء.
   كان ماجنا كثير التسكع مع صعاليك العرب ومعاقرا للخمر. سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخد لنفسه سيرة لاهيةحيث كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة،
   لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير ويبتقل عنه إلى غيره. إلتزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام بطرده ورده إلى حضرموت بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره بمدينة دمون ( القزة ) موطن أبيه وقاعدة مملكة آبائه في أيام الملك مرتع بن ثور وهو في حدود سن العشرين ودمون هذه هي التي يعنيها بقوله :

   تطاول الليل علينا دمون

   دمون إنا معشر يمانون

   وإننا لأهلها محبون

   فسكنها فيها على أموال أبيه ومتوليا حكم دمون السياسي والمدني ويظهر أنه أقام بدمون نحو خمسين سنة وكان في أثنائها يتردد الى نجد وفي أحدى المرات تزوج بطي ولكن الطائية نفرت منه .
   وفي ربوع دمون ومنتزهاتها وجبالها وأدويتها كان مبعث شعره ومثار عواطفه .

   التعديل الأخير تم بواسطة نورا ; 01-14-2011 الساعة 12:37 AM

   لم أطق أن أغش من كنتُ لا أحبه

   فكيف أطيق أن أغش من لا أرى ليّ وجوداً إلا في وجوده !!؟

   لا أظن أنني أتملق ... فوداعاً

   وأعلم يا سيّدي أنني بانتظار شيئين

   فإما أن ترد إليّ رسائلي وأما أن تعود أنت إليّ ...

   ومنتظرة طول الحياة !!
موت والده

كان لموت والده حجر على يد بني أسد أعظم الأثر على حياته ونقلة أشعرته بعظم المسؤولية الواقعة على عاتقه. رغم أنه لم يكن أكبر أبناء أبيه, إلا أنه هو من أخذ بزمام الأمور وعزم الإنتقام من قتلة أبيه لإنه الوحيد الذي لم يبكي ويجزع من إخوته فور وصول الخبر إليهم في حضرموت.يروى أنه قال بعد فراغه من اللهو ليلة مقتل أباه على يد بني أسد : ضيعني صغيرا, وحملني دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر أنشد شعرا وهو في دمون (واد في حضرموت) .
فلبس رداء الحرب في اليوم التالي وإتجه صوب بني أسد
وقبل أن يسير بتلك الجموع كان قد قدم عليه وفد من بني أسد وزعيمه فبيصة بن نعيم الأسدي يفاوضه في دم أبيه وكان في شاغل باخراج السلاح واحضار المؤنة ولما اجتمع بالوفد كان لابساء قباء ( جبة ) وخفا وعمامة سوداء وقد رفض مقترحاتهم وسار بجموعه وكانت تحته فرسه الشقراء .
وفي أثناء الطريق أبلغته عيونه أن بني أسد التجأوا الى ديار بني كنانة فلحقهم أليها ولم يشعر بنو كنانة وإذا بالسيوف تتخطفهم والرماح تطعنهم ولم يدر امرؤ القيس أن بني أسد ارتحلوا ليلا تحت ستار الظلام وقد خدعوه فوقع بالأبرياء وبقايا من بني أسد وكان فيها الأقر بن عمرو سيد بني أسد وهنا نجد امرؤ القيس يقول في قصيدة

حلت لي الخمر وكنت أمرأ *** عن شربها في شغل شاغل

وكانت هذه الواقعة شؤما على امرئ القيس فقد وقع الشقاق والخذلان في جموعه بسبب وقوعهم بالأبرياء ورجعت كل قبيلة إلى ديارها .
وأما امرؤ القيس فإنه لما رأى نفسه في شراذم قليلة من كندة صرفهم ولم تطب نفسه الى الرجوع الى حضرموت مخذولا .
وذكر الكلبي: أن امرأ القيس أقبل براياته يريد قتال بني أسد حين قتلوا أباه، فمر بتبالة وبها ذو الخلصة (صنم من أصنام العرب) وكانت العرب تستقسم عنده، فاستقسم فخرج القدح الناهي، ثم الثانية، ثم الثالثة كذلك، فكسر القداح وضرب بها وجه ذي الخلصة وقال: عضضت بأير أبيك لو كان أبوك المقتول لما عوقتني. ثم أغار على بني أسد فقتلهم قتلا ذريعا.

وجعل يتنقل في القبائل بنجد واليمن والعراق حتى نزل أخيرا بالمسؤل بن عاديا اليهودي بتيماء ( موضع بين خيبر وتبوك ) وعزم ان يفد على قيصر ملك الروم بالقسطنطينية فسار اليها وترك دروعه وأثقاله عند السمؤءل 

نهاية حياته

لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة[4].
لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.
ولذلك فقد عني القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا على طباعته منذ القرن الماضي، القرن التاسع عشر في سورية ومصر وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق